النباتات الشافية للقولون واضطراباته

Colon-Cancerسرطان-القولون

الجهاز الهضمي هو مجموعة من أعضاء الجسم مسؤولة عن هضم الطعام وبالتالي تزويد الجسم بالطاقة،  ويعد القولون أحد أكبر أجزاء الجهاز الهضمي ويعرف أيضًا بالأمعاء الغليظة وهو يلعب دورًا كبيرًا في هضم الطعام الذي نتناوله، فإذا اتبعنا الطريق الذي يسير فيه الطعام وجدناه يبدأ من الفم حيث يتم تقطيعه إلى أجزاء صغيرة ثم إلى المريء ومن ثم المعدة التي تفرز عصارة تهضم الطعام وتتكون من إنزيمات مختلفة ويتحرك الطعام بعد ذلك إلى الأمعاء الدقيقة التي تحوي إنزيمات من البنكرياس والكبد والمرارة حيث تقوم بامتصاص الفيتامينات والمعادن، وفي النهاية نصل إلى القولون الذي يقوم بامتصاص الماء، كما أن البكتيريا النافعة الموجودة في القولون تساعد في هضم ما تبقى من المواد، ومن الجدير بالذكر أن نوعية الطعام تؤثر على صحة القولون وعلى الجسم بالمجمل كتناول الطعام قليل السعرات والغني بالألياف وتناول الخضروات والفواكه بشكل مستمر وإلا ستصيب القولون الكثير من الأعراض المزعجة كالانتفاخ والغازات والآلام والتي قد تؤدي لاحقًا إلى تداعيات شديدة مثل سرطان القولون. أو القولون التقرحي لأو داء كرونز لا قدر الله

ويلجأ الكثير من الناس إلى الأعشاب والوصفات الطبيعية والبسيطة في علاج بعض الأمراض قبل اللجوء إلى الأطباء، فهناك الكثير من الأسباب التي قد تدفع المرضى للقيام بهذا الفعل، أبسطها اعتقادهم بأن الأعشاب لن تسبب أعراض جانبية خطيرة في حين أنها قد تعالج المشكلة، عوضًا عن أنها غير مكلفة على الإطلاق مقارنة بالأدوية الموصوفة،وقد عرفت الأعشاب حقا بخصائصها و بالتجربة والعلم ولكن يجب التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل تناولها للتأكد من فعاليتها وأمانها على المريض مع العلم أن النباتات تعرف بتفاوت نتائجها من شخص إلى آخر ومن هذه الأعشاب التي لها تأثير جيد على القولون:

الثوم :وهو معروف بطعمه اللاذع واستخداماته الهائلة في عالم الطبخ، حيث إنه أحد التوابل والنباتات التي لا يمكن الاستغناء عنها على الإطلاق، وله الكثير من الخصائص الطبية كتقليل كوليسترول الدم ومساعدته في التقليل من فرص الإصابة ببعض سرطانات الجهاز العضمي كسرطان القولون، وبالتأكيد فإنه ليس هناك نبتة واحدة قد تمنع الإصابة بمرض مقعّد الأسباب مثل مرض السرطان، إلا أن الكثير من الدراسات بحثت في تأثير الثوم جنبًا إلى جنب مع الأدوية المختصة في علاج هذا المرض.

وتبعًا لدراسة حديثة نشرت في مجلة آسيا والمحيط الهادئ لعلم الأورام السريري، وُجد أن تناول ما يقارب 50 غ من الثوم أو البصل من الممكن أن يقلل من تطور سرطان القولون، حيث إن الدراسة احتوت على 833 مريض مشخّص بمرض سرطان القولون و833 مريض آخر بكامل صحته ولا يشكو من أية أمراض، وبعد جمع بعض المعلومات المتعلقة بالعمر والجنس ومكان السكن وطبيعة الأطعمة التي يتناولها كل شخص، فقد وجدت الدراسة أن فرصة الإصابة بسرطان القولون كانت أقل بما يقارب 79% في الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الخضار وبالأخص منها الثوم والبصل يحتوي الثوم على مواد أثبتت فعاليتها في مقاومة بعض أنواع السرطان كالفلافونويدات المعروفة بخصائصها المضادة للسرطان ومادتي الإنيولين والسابونين،

محاذير استخدام الثوم في التداوي :

الثوم يعد الثوم آمنًا نسبيًا لأغلب الناس وذو آثار جانبية قليلة جدًا لا تتعدى كونها تسبب رائحة فم كريهة وشعور حارق في الفم والمعدة، ولكن لا يزال يجب التنويه إلى بعض محاذير استخدامه مثل: حرقة المعدة. الإسهال والغثيان في بعض الأحيان وبالأخص فيما لو كان الثوم خامًا. مشاكل في تميع الدم لذا لا ينصح أبدًا بتناوله بكميات كبيرة قبل العمليات الجراحية رد فعل تحسسي لبعض الأشخاص من الممكن أن يتعدى كونه تحسسًا إلى أن يصبح بداية لحالات الربو.

 الكركم : هذا النبات يعد أحد التوابل المعروفة في الهند وجنوب آسيا والشرق الأوسط، حيث يعد أحد مكونات الطهي الشعبي التي لا يمكن الاستغناء عنها، عرف منذ زمن بعيد بقدراته العلاجية والطبية الكثيرة والتي لا حصر لها، حيث تم استخدامه في علاج بعض الأمراض التنفسية ومقاومة الكثير من أنواع السرطان والتخفيف من أعراض الاكتئاب، كما أثبتت بعض الدراسات التي تم إجراؤها على الإنسان وتجارب أخرى أجريت على فئران المخبر اظهرت قدرة الكركم على التخفيف من أمراض التهابات الأمعاء والقولون وآلام البطن وبعض الأمراض المتعلقة بالقولون مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي.

 ولفهم كيفية عمل الكركم على القولون يجب معرفة المواد الطبية الفعالة فيه والتي تعرف بكونها المادة العلاجية، حيث يحتوي الكركم على مادة الكركمين والتي تعرف بقدرتها على التخفيف من أعراض الالتهاب من خلال منع المواد المسببة له من الأساس، فقد أثبتت الدراسات قدرة الكركم على حماية الجسم من خلال تحفيز بعض المواد المضادة للأكسدة في الجسم، ومن خلال معادلة بعض المواد التي تعرف بتسبيبها لبعض الأعطال في الحمض النووي كالجذور الكيميائية الحرة التي من الممكن أن تتسبب ببعض السرطانات في الجهاز الهضمي وفي القولون بشكل خاص، وهذا ما تم إثباته في الدراسات السريرية على الحيوانات حيث وجد أن للكركم خصائص تحمي ضد سرطان المعدة والقولون وبعض سرطانات الجلد، 

وفي دراسة أجريت لبحث أثر استخدام الكركم أو بالأحرى مادته الفعالة الكركمين في علاج سرطان القولون، فإن الكثير من النتائج جائت مبشرة حيث وُجد لمادة الكركمين خصائص تساعد في علاج مرض السرطان ولكن يجب البحث في طرق فعالة لإيصال هذه المادة إلى موقع عملها، كما تمت مقارنة أعداد الحالات في الدول الغربية مقارنة بدولة تستخدم الكركم بكثرة مثل الهند لتخلص الدراسة إلى قدرة الكركم على منع تطور سرطان القولون في الأساس

محاذير استخدام الكركم:

إن لاستخدام الكركم في علاج القولون الكثير من الأعراض الجانبية، لذلك وجب التنويه إلى استشارة الطبيب مسبقًا قبل استخدامه، ومن محاذير استخدام الكركم لعلاج القولون

التسبب برد فعل تحسسي تجاهه وخاصة في حال وضعه على الجلد بشكل مباشر. للكركم آثار جانبية على الكبد مما يتسبب بسمية أو التهاب كبد حاد حيث عرفت هذه الحالة في مريض عمره 67 كان يستخدم الكركم ضمن علاجاته ضد سرطان الرئة. يتعارض الكركم مع الكثير من الأدوية لذا يجب الانتباه إلى الأدوية التي يستخدمها المريض وإخبار الطبيب عنها

 

عرق السوس: يعد نبات العرق سوس من أقدم النباتات الطبيعة الشعبية ذات الفوائد العلاجية على الإطلاق، يحتوي على المادة الفعالة حمض الجليكريزيك والتي تستخلص من خلال تجفيف جذور نبتة العرق سوس واستخدامها، فقد استخدمها المصريون القدامى بعد تحويل مستخلص الجذور إلى شراب حلو المذاق في علاج الكثير من المشاكل الطبية في جسم الإنسان، كما انتشر استخدامه أيضًا في آسيا الشرقية وجنوب أوروبا على مدار العصور الماضية،  ورغم كثرة استخداماته الشائعة، إلّا أن القليل منها فقط قد أثبت فاعليته من خلال الدراسات العلمية، وتعرف الجرعة اليومية للاستخدام من حمض الجليريزيك ب 100 ملغم، تبدأ بعدها بعض الأعراض الجانبية لهذا الحمض بالتأثير على المريض مثل نقصان البوتاسيوم في الدم وارتفاع ضغط الدم والشعور بضعف وتعب في العضلات ويُعتقد أن عرق سوس قد يستخدم للمساعدة في علاج سرطانات القولون لقدرته على تثبيط إنزيم في الجسم له علاقة مباشرة بالسرطانات التي تصيب الجهاز الهضمي والذي يرتبط بالأدوية من نوع سيكلوأكسجيناز حيث يثبط نبات العرق سوس هذا الإنزيم عند استخدامه على المدى الطويل ويقلل من نمو الورم ويقلل من تكوين الأوعية الدموية التي تساعد في تغذيته وزيادة حجمه، مما يعيد بعد مدّة أنسجة القولون إلى وضعها الطبيعي، وقد أُثبت طبيًا هذا الاعتقاد من خلال دراسة تم إجراؤها على الفئران ومن ثم البشر ونشر نتائجها في عام 2009، ولكن قبل استخدام العرق سوس يجب مراجعة الطبيب المختص والأخذ بمشورته.

محاذير استخدام العرق سوس بالتداوي:

لقد صنّفت ادارة الغذاء والدواء العالمية نبات العرق سوس كمادة آمنة للاستخدامه كطعام، ولكنها لا تزال تحذر من نبات عرق السوس وتبين أنه قد يسبب بمشكلات صحيّة خطيرة في حال تناوله بكميات كبيرة أو على فترات طويلة، حيث إنه يسبب تراكم مادة تسمى جليسيريزين في جسم الإنسان والتي تسبب زيادة في هرمون الكورتيزول بصورة واضحة، حيث إن زيادة هرمون الكورتيزول وكثرة تناول عرق السوس تسبب خللًا في الجسم وأعراضا جانبية مختلفة مثل

اختلال في التوازن في كميات السوائل والأملاح في الجسم كتقليلها لتركيز البوتاسيوم. ارتفاع في ضغط الدم. الشعور بالتعب العام في الجسم. عدم انتظام ضربات القلب لدى المريض.وكذلك يتسبب بتأثيرات جانبية سيئة على القلب والكلى ولهذا لا ينصح باستعماله بكثرة أو من دون استشارة طبيب مختص. وله تأثيرات جانبية في المرضى ممن يستخدمون أدوية ضغط الدم ومميعات الدم بمختلف أشكالها.

وينبغي العلم أن هذا النبات يتعارض مع مدرّات البول والأدوية المثبطة للكوليسترول وموانع الحمل المحتوية على مادة الإستروجين. ويتسبب بمشاكل في تطور الأداء الذهني والعقلي ووظائف الدماغ في الأطفال عند تناول الأم الحامل له بكثرة أثناء فترة الحمل.

 

والله أعلم والحمد لله رب العالمين

.

 

 

Leave A Comment

X